قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر )، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم:اقرؤوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [السجدة: 17]. رواه البخاري.
ومن دخلها فلا يخرج منها، وهو خالد مخلد فيها، قال عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً }
[الكهف: 107-108].
1- أعظم نعيم في الجنة:
أعظم نعيم في الجنة هو النظر إلى وجه الله عز وجل، وهي اللذة التي لا توازيها لذة، والنعيم الذي ليس فوقه نعيم، قال عز وجل: {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة }
[القيامة: 22-23].
وقال عز وجل: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد } [ق: 35]. والزيادة هي: النظر إلى وجه الله تعالى.
وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تثبت أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم، ومن هذه الأحاديث:
عن صهيب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {للذين أحسنوا الحسنى و زيادة } قال: (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم.
2- الأوائل في دخول الجنة:
أول البشر دخولاً الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأول الأمم دخولاً الجنة أمته، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آتِي بَابَ الْجَنةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُول: مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ، لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَك ) رواه مسلم.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّة ) رواه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ) رواه أبوداود، وقال الألباني ضعيف.
3- الذين يدخلون الجنة بغير حساب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْخَمْسَة، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ هَؤُلَاءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَة ) رواه البخاري.
4- آخر من يدخل الجنة:
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّة.َ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى. فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) رواه البخاري ومسلم.
5- أبواب الجنة:
للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة، قال عز وجل: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } [سورة ص: 50].
وقال عز وجل: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [الرعد: 24].
وأخبرنا الحق سبحانه وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها، وتستقبلهم الملائكة محيية بسلامة الوصول: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر: 73].
وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى الريان، وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُون ).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) رواه مسلم.
6- تربة الجنة:
وعن أنس بن مالك عن أبي ذر في حديث المعراج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْك ) رواه البخاري ومسلم
7- أنهار الجنة:
أخبرنا الله عز وجل بأن الجنة تجري من تحتها الأنهار: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } [البقرة: 25].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّة ) رواه مسلم.
ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {إنا أعطيناك الكوثر } [الكوثر: 1].
وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم وحدثنا عنه، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ قُلْتُ لِلْمَلَكِ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ، قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ).
وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن، ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى.
قال عز وجل: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } [محمد: 15].
8- قصور الجنة وخيامها:
يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيـبة حسنة، كما قال عز وجل: {ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } [الصف: 12].
وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، قال الله عز وجل: {وهم في الغرفات آمنون } [سبأ: 37].
وقال في جزاء عباد الرحمن: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيةً وسلاما } [الفرقان: 75].
وقال عز وجل واصفاً هذه الغرفات: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد } [الزمر: 20].
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام ) صحيح رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
وقد أخبرنا سبحانه أن في الجنة خياماً، قال عز وجل: {حور مقصورات في الخيام } [الرحمن: 72].
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) رواه مسلم
9- طعام أهل الجنة وشرابهم:
وفي الجنة ماتشتهيه الأنفس من المآكل، قال عز وجل: {وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طيرٍ مما يشتهون } [الواقعة: 20-21].
وقال: {كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية } [الحاقة: 24].
قال عز وجل: {إن الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً } [الإنسان: 5-6].
وقال عز وجل: {ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً } [الإنسان: 17-18].
وقال: {ومزاجه من تسنيم عيناً يشرب بها المقربون } [المطففين: 27-28].
وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها:
مَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ َزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ ).
10- لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم:
أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس، ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ، فمن لباسهم الحرير، ومن حليهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ، قال عز وجل: {وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً } [الإنسان: 12].
وقال: {يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } [الحج: 23].
وقال: {أولئك لهم جنات عدنٍ تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ويلبسون ثياباً خضراً من سندسٍ وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقاً } [الكهف: 31].
وقال: {عليهم ثياب سندسٍ خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضةٍ } [الإنسان: 21].
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة الذين يدخلون الجنة: (إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاء ).
أ- زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة:
إذا دخل المؤمن الجنة فإن كانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة أيضا. قال عز وجل: {جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } [الرعد: 23].
وهم في الجنات منعمون مع الأزواج يتكئون في ظـلال الجنة مسـرورين فرحين. قال عز وجل: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون } [يس: 56].
وقال: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون } [الزخرف: 70].
ب- المرأة لآخر أزواجها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها ) رواه الطبراني، وصححه السيوطي والألباني.
وثبت أن حذيفة قال لزوجته: (إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ). رواه البيهقي في سننه.
ج- الحور العين:
يزوج الله عز وجل المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال عز وجل: {كذلك وزوجنهم بحورٍ عينٍ } [الدخان: 53].
والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء:هي واسعة العين. وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال عز وجل: {إن للمتقين مفازاً حدآئق وأعنباً وكواعب أتراباً } [النبأ:31-33]. والكاعب المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكاراً، عرباً أتراباً، قال عز وجل: {إنآ أنشأنهن إنشاءً فجعلنهن أبكاراً عرباً أتراباً } [الواقعة: 35-37]. وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال عز وجل: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان } [الرحمن: 56].
وقد حدثنا القرآن عن جمـال نساء الجنة، فقال عز وجل: {وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون } [الواقعة: 22-23]. والمراد بالمكنون: المخفي المصون، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان، قال عز وجل: {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان فبأي آلآء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان } [الرحمن: 56-58]. والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري.
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة، وجاء بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقُرّة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه ) رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه السيوطي.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا، قَالَ: يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبأس،ُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَط،ُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَه ) رواه الترمذي وقال: غريب، وضعفه الألباني
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم